السبت، 8 أغسطس 2015

الوسواس القهري.. اضطراب واسع الانتشار


الوسواس القهري.. اضطراب واسع الانتشار
   
المؤلف الدكتور جابي كيفوركيان

يعرف اضطراب الوسواس القهري Obsessive – Compulsive Disorder ويرمز له بالأحرف OCD، بأنه نوع من أنواع القلق Anxiety، يتميز بمعاناة المريض من الوسواس Obsessions، وهذه عبارة عن أفكار وشعور ومخاوف استحواذية، تدخلية، غير منطقية، مزعجة، غير مرغوب بها وتتطفل على عقل المريض بصورة متكررة. ويتبع هذا الوسواس انهماك المريض بتصرفات وسلوكيات وطقوس متكررة وواعية، غير أنها قهرية إجبارية compulsion، وهذه التصرفات قد تكون عبارة عن نشاط جسدي أو عقلي بصورة متكررة، هدفها التخلص من الشعور والأفكار المزعجة.

وقد يعاني المريض من الوسواس فقط، دون معاناته من السلوكيات القهرية والعكس صحيح. غير أن معظم المرضى يعانون من الاثنين معاً.

ومن الجدير بالذكر أن المريض يدرك ويعي عدم منطقية وعقلانية وواقعية وسواسه، وأنه يبالغ في تصرفاته وسلوكياته القهرية، وأنها لاإرادية وغير مرغوب بها ومتناقضة وغير منسجمة مع شخصيته Ego-dystonic. ولهذا السبب يرى العلماء أن مرضى الوسواس القهري بعيدين كل البعد عن الذهان، وهذا يساعد في فعالية العلاج.

ويقوم المريض بتصرفاته القهرية كي يتغلب على القلق الناتج عن الوسواس، غير أن هذه التصرفات لا تخفف من قلقه دائماً، بل أحياناً قد تزيد قلقه حدة.

وغالباً ما يقعد هذا الاضطراب المريض عن العمل، ويمنعه من أداء واجباته اليومية، وذلك لكون الوسواس وما يتبعه من تصرفات مضيعة وهدراً للوقت، وقد يدخل المريض في حالة من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي Social Phobia. وتؤدي سلوكيات المريض المصاب بالوسواس القهري الى نفور الأصدقاء والزملاء وحتى أفراد العائلة منه. وقد سجلت حالات كثيرة أدت الى فقدان المريض لوظيفته، وتردي علاقته مع أصدقائه أو مع شريك/ة حياته.

وحتى الثمانينات من القرن الماضي، كان يعتقد أن الوسواس القهري اضطراب غير شائع، ولا يستجيب للعلاج، غير أنه تبين في بداية القرن الحالي وبشكل واضح، أن هذا الاضطراب شائع جداً ويستجيب للعلاج بشكل جيد.

وتتراوح النسبة الانتشارية للوسواس القهري من 2 الى 4 في المئة. ويصيب الرجال والنساء بالتساوي. علماً بأن بعض العلماء يعتقدون أنه أكثر انتشاراً بين النساء منه بين الرجال. كذلك فقد أشارت بعض الدراسات الى أن النسبة الانتشارية للوسواس القهري أعلى من 9 في المئة، وهذا يجعله رابع أكثر إضطراب نفسي شيوعاً (على المستوى العالمي) بعد الرهاب Phobia والتعلق (الإدمان) على المخدرات، والاكتئاب الذهاني Psychotic Depression. كذلك فإن نسبته الانتشارية تقترب من نسبة انتشار الربو (الأزثما الرئوية) Bronchial Asthma وداء السكري.

وأشارت الدراسات أيضاً الى أن نسبة انتشار الوسواس القهري في سن الطفولة والمراهقة عند الذكور أكثر منه عند الإناث. وتبدأ أعراض وعلامات المرضى بالظهور على الأشخاص المعرضون للإصابة به ابتداء من سن 11 سنة حتى سن 25 سنة من العمر.

وتبلغ ذروة انتشار الوسواس القهري في سن 21 عاماً من العمر. وقد لوحظ أيضاً أن الوسواس القهري قد يظهر لأول مرة عند المرأة وهي حامل.

وأشارت دراسة قام بها العالم Yaryura-Tobias عام 1997 الى أن مرضى الوسواس القهري عموماً يتمتعون بذكاء فوق العادي وذلك لطبيعة هذا المرض الذي يحتاج الى مستوى معقد من التفكير.

أسباب المرض
حتى يومنا هذا لم يتمكن العلماء من الوصول الى سبب مؤكد للوسواس القهري، غير أنه هنالك عدة عوامل لها علاقة بإصابة الشخص بهذا الاضطراب أوجزها بما يلي:

الوراثة:
أشارت الدراسات المختلفة الى وجود دور هام للعامل الجيني (المورثات) في الإصابة بالوسواس القهري. إذ أن للجينات دوراً هاماً لإصابة الأطفال بهذا الاضطراب بنسبة تتراوح من 45 الى 65 في المئة من الحالات. بينما تنخفض هذه النسبة عند الأشخاص البالغين لتتراوح من 27 الى 43 في المئة. كذلك فقد أشارت الدراسات الى أنه في حال إصابة أحد الوالدين (أو كلاهما) بالوسواس القهري، فإن إمكانية إصابة أطفالهم تبلغ من 3 الى 5 أضعاف أطفال العائلات سليمة الوالدين.

الناقلات العصبية:
بينت الدراسات أن مستوى الناقل العصبي Neurotransmitter المسمى "سيروتونين" Serotonin ينخفض عند المرضى المصابون بالوسواس القهري. وأحسن دليل على ذلك هو أن الأدوية المضادة للاكتئاب التي ترفع مستوى السيروتونين، تؤدي الى علاج الوسواس القهري.

البيئة:
كذلك فقد بينت الدراسات أن للشخص (سواء كان قاصراً أو بالغاً) الذي ينشأ أو يعيش في بيئة (مدرسة داخلية مثلاً) أو عائلة، يعاني فيها شخص أو أكثر من الوسواس القهري، القابلية للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيره من الأشخاص. إذ أن التنشئة والتربية والعيش وحتى العمل في بيئة يعاني فيها شخص معين من الوسواس القهري قد يؤثر بسلوكياته تدريجياً على الأشخاص من حوله، جاعلاً إياهم معرضين للإصابة بالوسواس القهري.

الحالات العصبية:
يعتقد أن إيذاء الدماغ المباشر قد يؤدي الى إصابة صاحبه بالوسواس القهري، مثل: الصدمات أو الضربات الموجهة للرأس، أو الإدمان على المنشطات والمنبهات Stimulants والتسمم بأول أكسيد الكربون Carbon Monoxide .

العدوى:
يعتقد أيضاً أن الإصابة بالتهاب اللوزتين والبلعوم الناتجة عن البكتيريا "العقدية حالة الدم" A-Beta-hemolytic Streptococcus، أو الإصابة بفيروس الحلأ البسيط Herpes Simplex، تؤدي الى تطور الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين. والسبب الذي يقف وراء ذلك هو أن هذه العدوى تؤدي الى رد فعل ذاتي المناعة Autoimmune للجهاز العصبي المركزي، والذي يؤدي بدوره الى حدوث أعراض نفسية عصبية، ودليل على ذلك أن علاج الإلتهاب بالمضادات الحيوية يؤدي الى تلاشي أعراض الوسواس القهري.

الدماغ:
لوحظ عند مرضى الوسواس القهري زيادة النشاط (تدفق الدم والاستقلاب) في الفص الجبهي Frontal Lobe من الدماغ، وفي العقد القاعدية Basal Ganglia- خاصة المذنبة Caudate-، وفي الحزام Cingulum- وهو عبارة عن حزمة من الألياف تحيط جزئياً بالجسم الجاسئ Corpus Callosum.



الصورة السريرية
الأعراض والعلامات المميزة والأساسية لإضطراب الوسواس القهري، هي:

الوسواس والسلوكيات القهرية (الإلزامية) التي تتبعها، ومن الممكن تسمية الأخيرة بالطقوس Rituals.

وقد أشارت الدراسات الى أن 75 في المئة من المرضى يعانون من الوسواس والطقوس الإلزامية معاً. غير أن بعض العلماء يشيرون الى الطقوس الإلزامية قد تكون أحياناً سلوكيات عقلية وليس جسدية، فمثلاً الوسواس حول إمكانية أو خوف الأم من أن يصيب طفلها مكروه قد يتبعه طقوس دينية مثل تكرار صلاة أو آية معينة عدة مرات. وفي هذه الحالة قد تصل نسبة معاناة المريض من الوسواس والطقوس الإلزامية معاً الى نحو مئة في المئة. من جهة أخرى يعتقد بعض العلماء أن بعض المرضى قد يعانون فقط من الأفكار الوسواسية دون الطقوس الإلزامية، فمثلاً يعاني الشخص من أفكار جنسية أو عدوانية متكررة والتي بسببها يقوم بتوبيخ نفسه، وأحسن مثال على ذلك هو أفكار دخيلة على عقل الأب بأنه قد يقوم بالتعدي جنسياً في يوم من الأيام على ابنته، لذلك نراه يوبخ نفسه ويلومها. لذلك يفضل العلماء (وللوضوح) أن يعرف الوسواس بأنه عبارة عن أفكار والطقوس الإلزامية على أنها سلوك (تصرف).

ومن الوسواس النموذجي المصاحب أو المرافق لاضطراب الوسواس القهري هي الأفكار الوسواسية بخصوص التلوث بالجراثيم والأوساخ (فمثلاً: تفكير المريض بأن يديه ملوثتان وقذرة)، أو الشك والارتياب (فمثلاً: تفكير المريض بأنه نسي إغلاق باب البيت)

ومن المهم ذكره أن الطقوس الإلزامية والقهرية التي تتبع الأفكار الوسواسية تخفف وتقلل من القلق الذي يصاحب الوسواس. وكما ذكرت سابقاً فإن الوسواس والسلوك القهري هما صفات غير منسجمة ومغايرة لشخصية المريض Ego-alien، أي أنها تجربة غريبة عن ذاته النفسية. ومهما كان الأمر فإن الملفت للنظر أن المريض يدرك سخافة وعدم عقلانية أفكاره وسلوكياته (وهذا ما يميزه عن المريض الذهاني Psychotic الذي يتسم بالانفصال عن الواقع وفقدان البصيرة الذاتية)، لذلك نرى أن المريض المصاب بالوسواس القهري يرغب بمقاومة أفكاره الوسواسية وتصرفاته الإلزامية. ومع كل ذلك فإننا نرى أن نصف المرضى لا ينجحون في مقاومة التصرفات القهرية (علماً بأن نحو 81 بالمئة من المرضى يعلمون بأن تصرفاتهم القهرية غير عقلانية). وفي بعض الحالات يعطي المرضى أهمية أكثر من الطبيعي لوسواسهم، فمثلاً: يصرون على أن النظافة القهرية التي يعانون منها هي تصرف أخلاقي (علماً بأنهم قد يكونون قد فقدوا وظائفهم بسبب هدرهم للوقت في تكرار غسل الأيدي وتنظيف أماكن جلوسهم).

وتختلف أنواع الوسواس والسلوكيات القهرية من شخص الى آخر، غير أن أكثرها انتشاراً وشيوعاً، هي:

التلوث، والشك المرضي، وأفكار دخيلة-تطفلية، والتناسق (الترتيب والدقة)

التلوث:
يعتبر الخوف من التلوث الوسواس الأكثر شيوعاً لدى المرضى المصابون بالوسواس القهري، وعادة يتبعه طقوس قهرية تتلخص في تكرار غسل الأيدي أو تنظيف المكان الذي يعتقد أنه تلوث بالأوساخ أو الجراثيم أو الاغتسال (الاستحمام) عدة مرات يومياً. وقد يلتزم المريض البيت ويتجنب الخروج منه إلا عند الضرورة القصوى. كذلك يتجنب المريض مصدر التلوث المفترض مثل: التصافح بالأيدي أو استخدام المراحيض العامة، إذ أن المريض يعتقد أن التلوث ينتقل من إنسان الى آخر أو من شيء الى آخر عن طريق أبسط التلامس والاتصال.

الشك المرضي:
يعتبر الشك والارتياب ثاني أكثر وسواس شيوعاً، وعادة يتبعه سلوكيات وتصرفات قهرية تتمثل بالتفحص والتأكد والتحقق (فمثلاً التأكد من إغلاق صنبور الغاز عدة مرات، أو التأكد من إطفاء الموقد عدة مرات، أو التأكد من إغلاق باب السيارة أو البيت أكثر من مرة. وقد يصل الأمر الى أن يعود الشخص الى البيت عدة مرات للتأكد من إغلاق باب البيت أو إطفاء الموقد.. وهكذا). وقد ترى الشخص يغلق الباب بالمفتاح وبعد ذلك يقوم بالتأكد من أنه قد أغلق بالقيام بمحاولة فتحه عدة مرات وبقوة مفرطة، مما قد يؤدي أحياناً الى كسر يد الباب أو صنبور الغاز.

أفكار اقتحامية:
وهذه عبارة عن أفكار وسواسية تطفلية ودخيلة، لا يتبعها سلوكيات قهرية. ومثال على ذلك أن يفكر الشخص أفكار جنسية أو عدوانية متواصلة ومتكررة مصحوبة بتوبيخ ذاتي. وقد سجلت بعض الحالات التي لجأ فيها المريض الى مركز الشرطة أو الى رجال الدين طالباً منهم المساعدة كي لا يقترف جنحاً معيناً.

التناسق:
رابع أكثر وسواس شيوعاً هو الحاجة للدقة والتناسق في القيام بالمهام أو في ترتيب الأشياء، فمثلاً ترتيب المعلبات في المطبخ بشكل تناسقي مبالغ به، أو استغراق وقت طويل في حلاقة الذقن.

أنماط أخرى:
في الوسواس والسلوكيات القهرية الشائعة أيضاً والوسواس الديني والاحتفاظ بأشياء أو أدوات لا حاجة لها مطلقاً بحيث لا يصبح هنالك متسعاً في البيت. وهنالك بعض السلوكيات التي يعتبرها بعض العلماء بأنها قد تكون سلوكيات قهرية، مثل: هوس نتف الشعر Trichotillomania، وقضم الأظافر والاستمناء (العادة السرية).

وأستطيع تلخيص وتصنيف الوسواس والطقوس القهرية حسب الفئات التالية (وسواس يتبعه طقوس الزامية):

الخوف من التلوث = غسل وتنظيف متكرر.

الشك (مثلاً: صنبور الغاز أو غلق الباب) = فحص متكرر.

الحاجة الى التناسق = ترتيب، تنظيم مبالغ به.

افكار وتخيلات جنسية وعدوانية غير مرغوب بها = تكرار الصلاة والتفحص وتفادي بعض الفعاليات وطلب اعادة الطمأنة والتأكد.

القلق والخوف من رمي أو إضاعة أشياء نافعة أو ذات قيمة = يختزن ويحتفظ بأشياء غير ضرورية وتشغل حيزاً في البيت.

ومن المهم ذكره أنه يجب ان يختلط الأمر مع اضطراب الشخصية الوسواسية، الذي يشير الى شخص نظامي يتقن عمله ويقوم به على أكمل وجه، إضافة الى الإخلاص المفرط للعمل، والعناد والتردد في اتخاذ القرارات.

التشخيص
لكي يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري عند شخص معين يجب أن تتوفر المعايير التالية:

يعاني الشخص من الوسواس أو من السلوكيات القهرية أو الاثنين معاً:

ويعرف الوسواس بالمعايير الأربعة التالية:

أفكار أو تخيلات متكررة ومستديمة، يعاني منها المريض في وقت من الأوقات خلال هذا الاضطراب، وبصورة تطفلية ودخيلة وغير مناسبة. وتسبب قلق وازعاج بشكل ملحوظ. ويدرك المريض سخافة هذه الأفكار غير المرغوب بها (مثل الخوف من ايذاء أطفاله) ولا يتصرف بناء عليها غير أنها تشكل ازعاجاً له، ويصعب عليه اطلاع الآخرين عليها.

هذه الأفكار والتخيلات لا تدور حول مشاكل ومعضلات حياتية حقيقية.

يحاول المريض اخماد أو تجاهل مثل هذه الأفكار والتخيلات، وقد يبطلها أو يتخلص منها بواسطة أفكار أو سلوكيات أخرى.

يدرك المريض أن هذه الأفكار والتخيلات والوسواسية من نتاج عقله، وليست مفروضة عليه من الخارج أو من أشخاص آخرين، أو قد زرعت في عقله عنوة عنه من قبل أشخاص أو قوة خارجية (وهذه الملاحظة مهمة جداً إذ أنها تختلف عن الضلالات التي يعاني منها المريض المصاب بالذهان.

أما السلوكيات القهرية فتعرف بالمعيارين التاليين:

يقوم المريض بسلوكيات متكررة (مثل: غسل الأيدي، ترتيب الأشياء، التفحص) أو نشاط عقلي (مثل: الصلاة، العد والإحصاء وتكرار كلمات وجمل بصمت)، وذلك كرد فعل على وسواس معين، أو بناء على قواعد وقوانين التي يجب القيام بها بصرامة.

الهدف من السلوكيات أو النشاط العقلي هو الوقاية أو تخفيف حدة القلق والإزعاج، أو الوقاية من شيء أو وضع مروع. غير أن هذه السلوكيات والنشاطات العقلية غير مترابطة وغير مناسبة للقضاء على السبب الأساسي التي أحدثت لأجله، أو أنها مفرطة الأداء.

يدرك المريض في لحظة من اللحظات ان الوسواس والسلوكيات القهرية مبالغ بها ومفرطة وغير عقلانية (غير ان ذلك لا ينطبق على الأطفال).

يسبب الوسواس والسلوكيات القهرية ازعاج وقلق ملحوظان، ومضيعة للوقت (قد تستغرق أكثر من ساعة واحدة). أو قد تعيق وتفسد روتين الحياة، والمهنة والأداء الأكاديمي، أو تؤثر سلباً على الحياة الاجتماعية والعلاقات الشخصية وحتى العائلية.

إن الوسواس القهري ليس ناتجاً عن أمراض اخرى أو تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية.

في حال عدم إدراك أو اقتناع المريض خلال كل فترة النوبة أن هذه الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية مبالغ بها وغير عقلانية، فإن الحالة تعتبر ذات بصيرة ذاتية Insight ضعيفة.

العلاج
في بعض الحالات يكون العلاج أو الشفاء من المرض صعباً نوعاً ما، وقد يلزم أخذ الدواء مدى الحياة، ويساعد العلاج في التحكم والسيطرة على أعراض المرض، وبذلك لا يعاني المريض من مضاعفات الوسواس القهري.

وينقسم علاج الوسواس القهري الى قسمين رئيسيين هما:

العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية او الاثنين معاً، وغالباً يفضل البدء بالعلاج النفسي الى حين بدء مفعول الأدوية المضادة للاكتئاب والذي يستغرق أكثر من أسبوعين حتى يبدأ المريض الشعور بالتحسن.

ويتمثل العلاج النفسي بتعريض المريض تدريجياً للشيء أو النشاط أو الفعالية التي تسبب له الوسواس القهري، مثل أن يقوم بمصافحة أشخاص غرباء عنه أو تناول الطعام في مطعم، وهكذا.. ومن ثم تشجيعه على مقاومة قلقه.

أما أكثر الأدوية استخداماً في علاج الوسواس القهري، هي الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصة دواء Clomipramine واسمه التجاريAnafranil أو Maronil و Fluoxetine واسمه التجاري Prozac أو Flutine ويمنع منعاً باتاً التوقف عن تناول الدواء فجأة دون استشارة الطبيب.

عواقب ومضاعفات المرض
تشقق والتهاب جلد اليدين من كثرة غسلهم واستعمال المواد المطهرة.

تردي العلاقة مع الزملاء في العمل، وقد يصل الأمر الى فصل عن العمل بسبب هدر ومضيعة الوقت في التنظيف.

تردي العلاقة العائلية وقد يصل الأمر الى الطلاق.

تدني التحصيل الأكاديمي.

نحو ثلث المرضى المصابون بالوسواس القهري، يعانون أيضاً من الاكتئاب والقابلية للانتحار.

إن مسار ومسلك المرض عادة يكون طويل الأمد، غير أنه يختلف من مريض الى آخر، فبعض من المرضى يعانون من مسار متقلب، والبعض الآخر يعانون من مسلك مستديم.

ومع العلاج يتحسن نحو 21 – 31 في المئة من المرضى تحسناً ملحوظاً. كذلك فإن نحو 41 – 51 في المئة من المرضى يتحسنون باعتدال، غير أن النسبة المتبقية من المرضى (نحو 21 – 41 في المئة) إما يبقون مرضى ودون تحسن يذكر، أو تتدهور حالتهم بشكل خطير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق